أركان تقدير الذات الستة: دليلك الشامل لممارسة وتنمية ثقتك بنفسك

لو انت دايما بتقارن نفسك بالناس، لو ابسط انتقاد بيجرح مشاعرك، لو بتهتم بشكلك زيادة عن اللزوم ساعات وساعات بتهمل فيه، كل دي علامات على ضعف تقدير الذات عند حضرتك.

تقدير الذات له درجات بتعتمد على سلوكياتك وانت لوحدك او وانت حواليك ناس.

مش كفاية انك تفهم تقدير الذات نظريا ومش كفاية انك تردد توكيدات إيجابية. تطوير تقدير الذات كمان بيعتمد على العمل المستمر والحياة وفقا لمبادئك الشخصية.

في البوست دا هنتكلم عن أركان تقدير الذات الستة، وهنتعمق في معانيها. وازاي تطور تقديرك الذاتي وتكون واثق من نفسك وعضو مفيد في المجتمع وتواجه تحديات الحياة كإنسان قوي ناضج واثق من نفسه.

وبدل ما نتكلم عن التعريفات العامة لتقدير الذات، الكلمات دي هتقدملك أفكار جاهزة تقدر تطبقها في حياتك من النهاردة.

1. ممارسة الوعي الذاتي

اول ركن من أركان تقدير الذات مكون من شقين. الشق الاول انك تراقب الأفكار السلبية وتطردها من تفكيرك. والشق الثاني هو انك تستخدم لغة ايجابية اكتر. مثلا، من ضمن الافكار السلبية هو انك عايز كل حاجة ولو منجحتش نجاح كامل ساحق يبقى انت فاشل. لازم تقنع نفسك ان نص النجاح افضل من عدم النجاح تماما.

ومن اشكال الأفكار الإيجابية هو انك تشجع نفسك في الاوقات الصعبة وتدي نفسك الامل.

وهكذا تقديرك لذاتك هيزيد لأنك من ناحية مش مستسلم لافكارك السلبية ومن الناحية التانية بتبدلها بافكار ايجابية اكتر.

لما تمارس الوعي الذاتي بافكارك ومشاعرك، هتلاقي التقدير الذاتي بيرتفع تلقائي.

2. ممارسة القبول الذاتي

لو الركن الاول لتقدير الذات بيبدأ بتبديل الافكار السلبية بافكار ايجابية يبقى الركن التاني هو انك تتقبل ذاتك بمميزاتك وعيوبك. لازم تقبل نفسك بالكامل، حتى تقبل افكارك السلبية والسوداوية. لازم كمان تقبل الصفات السلبية علشان تقدر تغيرها. حتى الحاجات اللي بتخليك مميز ومختلف لازم تقبلها. لأن دي هي الحاجات اللي ممكن تساعدك تحقق البطولة او انك توصل لمرحلة وعي اعلى.

طول ما انت خايف منها وبتخبيها حتى عن نفسك، هتفضل ضحية ليها. غير كده، الانكار ده بيخليك كمان تنكر إمكانية انك تحقق انجاز كبير، يعني بتحرم نفسك من حاجات حلوة كتير طول ما انت بتخبي وترفض نفسك. لو عايز فعلا تقدير الذات يزيد، لازم وضروري انك تقبل كل اجزائك المختلفة، حتى الأجزاء اللي انت خايف منها ومش عايز حد يعرفها.

قبول الذات له دور مهم جدا في الشفاء وتطوير الذات. وبيبدأ انك تكون واعي ومدرك بالاجزاء المرفوضة من شخصيتك. وانك تقبلها وتحتضنها وتوحدها مع باقي شخصيتك، وبكده هيكون عندك ركن من الاركان الاساسية لتقدير الذات.

تقدير الذات بيشمل شخصيتك بالكامل، مش جزء اه وجزء لأ. يعني لازم الجزء السلبي والجزء الموجب يتحدوا في كينونة واحدة هي شخصيتك الكاملة. والقبول والاتحاد ده بيأدي اننا بنعيش ونشوف تطور حقيقي في شخصيتنا.

معظم المشاكل بتيجي لما نقسم نفسنا نصين، وكل نص عايز يروح في اتجاه. احنا اصلا واحد من البداية، بس بنقسم انعدام الثقة بالنفس بيقسم شخصيتنا نصين، منبقاش عارفين احنا مين فيهم. احنا الاتنين والاتنين واحد اصلا من البداية.

3. ممارسة المسئولية الشخصية

الركن الثالث من اركان تقدير الذات هو ممارسة المسئولية الشخصية. علم النفس بيأكد ان الاحساس بالمسئولية لا يشمل الاحساس بالذنب لكن ادراك انك العامل الاساسي المؤثر في حياتك وسلوكك. تحمل المسئولية الشخصية يعني القدرة على التعاطي مع تحديات الحياة بطريقة صحية ومستقلة. وتشمل تجنب عقلية الضحية اللي اتكلمنا عنها بالتفصيل في البوست اللي فات ورفض القاء اللوم على عوامل خارجية. يعني انت المسئول عن سعادتك وشقائك محدش تاني ومينفعش تلوم شخص تاني او الظروف على نجاحك او فشلك. بالعكس، انت لازم تعرف حدودك وقدراتك وامكانياتك الحقيقية وتستغل مواردك انك تحقق اهدافك.

وانا هنا بنصح انك تكون سمكة صغيرة في بحر كبير احسن ما تكون سمكة كبيرة في بحر صغير. علشان انا بشوف انك لازم تشتغل على احلام واهداف اكبر شوية بسيطة من امكانياتك الحالية، بدل ما تستغل مهاراتك الكبيرة في تحقيق اهداف صغيرة. بالشكل ده، هتقدر تواكب التغيير والتطور اللي بيحصل.

المهم، خلي شعارك في الحياة: انا مسئول عن اختياراتي وسلوكياتي. العبارة دي معناها انك فاهم أن المسئولية هي انك تتحمل عواقب أفعالك بدون شكوى وفي نفس الوقت انت المؤثر الرئيسي في حياتك. وكمان بتأكد على أهمية ادراك قدرتك على تشكيل تجاربك وتحقيق رغباتك في الحياة.

لما تمارس المسئولية الشخصية، فأنت بتعلو على دور المراقب السلبي وبتتحول الي عضو نشيط في حياتك. مش مجرد انك قاعد والحياة بتمر بيك، انت فعليا بتوجه حياتك زي ما انت عايز. وساعتها مش هتعتبر نفسك ضحية الظروف لكن فرد قادر على تنفيذ قرارات واعية وما يترتب عليها.

ممارسة المسئولية الذاتية بتقويك علشان تواجه تحديات الحياة باستقلال وثقة في النفس. بدل ما تربط الصعوبات بعوامل خارجة عن إرادتك، تقدر أن انت تفهم أن ليك دور كبير في تشكيل الواقع اللي بتعيشه. التفكير ده بيحول المعوقات الي فرص للنمو وتطوير الذات.

جوهريا، المسئولية الشخصية هي انك تفهم وتقدر قدرتك على تشكيل حياتك زي ما انت عايز. وتشمل قبول فكرة انك عندك القدرة للتفاعل مع تحديات الحياة بطريقة متوافقة مع معتقداتك ومبادئك.

ولما تتبنى وتمارس المسئولية الشخصية، هتحرر نفسك من قيود عقلية الضحية وهتشوف العالم من منظور مختلف كله فرص. هتبقى بطل قصة حياتك، وتقدر تغير مصيرك بإيديك بطريقة متوافقة مع قدراتك وأهدافك بدون مساعدة خارجية.

4. ممارسة التعبير عن الذات

في الركن الرابع من أركان تقدير الذات، هنلاقي التعبير عن الذات هو اهم حاجة. الفلاسفة بيتكلموا دايما عن أهمية الكلام والتصرف على حسب قناعاتك ومشاعرك الداخلية. المبدأ ده بيشجعك انك تعبر عن نفسك وعن شخصيتك الحقيقية بدون خداع للنفس. ولا اظهار عكس ما يدور في عقلك وقلبك فعلا. يعني انت اللي تحكي حكايتك مش حد تاني يحكيها عنك. انك تقول وتؤمن بقصتك من وجهة نظرك انت. مش يجي حد يقولك انت مين ويحكي قصة حياتك زي ما هو شايفها مش زي ما انت عايشها.

معظم الأشخاص اللي حققوا شيء يذكر في الحياة، كانوا دايما بيعبروا عن نفسهم بحرية بدون خوف من كلام الناس عليهم. وشغلهم نفسه كان بيعبر عن الحرية دي، لأنهم بيحاولوا يعبروا عن نفسهم الداخلية من خلال اعمالهم. وده معنى انك تعبر عن نفسك. مش مجرد انك تتكلم عن نفسك وعن آرائك، لكن تصنع حاجة جديدة بتعبر عن افكارك الداخلية.

التعبير الذاتي بيشجعك انك تقدر رغباتك ومعتقداتك والحاجات اللي انت مؤمن بيها. بس ده مش معناه التمرد. لازم يكون في سياق محدد مناسب للموقف وده بيتطلب توازن بين التعبير عن نفسك واحترام مصالح واحتياجات الاخرين.

والتعبير عن الذات بيبدأ انك تؤمن ان افكارك مهمة، وده بيتطلب شجاعة لانك لازم تؤمن بنفسك حتى لما يكون ده صعب. والتعبير عن الذات كمان مش مجرد انك تظهر شخصيتك الحقيقية في كلامك وسلوكياتك، لكن كمان انك تحدد حدود التعامل معاك في العلاقات الحميمية بدون ما تضحي بشخصيتك لارضاء الطرف الاخر. انك تكون محترم من غير ما تضحي بكرامتك وتتعاون مع الناس بدون التنازل عن مبادئك وقناعاتك.

الفردية كمان بتلعب دور مهم في التعبير عن الذات. ارضاء الناس مهم لكن مش على حساب تميزك الفردي. علشان كده لازم تعبر عن نفسك كفرد حتى لو ده مكنش على مزاج كل الناس. وهنا انت بنفسك لازم تحدد انهي اهم بالنسبة ليك. يعني هل انت بتقبل بالحلول الوسط ولا بتتمسك برأيك لآخر نفس. التوازن بين الاتنين دول مهم في تحقيق تقدير الذات. لأنك مينفعش تخسر شخصيتك بالكامل علشان تفضل مستمر كعضو في المجموعة، وفي نفس الوقت مينفعش تكون مميز جدا زيادة عن اللزوم لدرجة انك عايش في وادي لوحدك.

5. ممارسة الحياة الهادفة

في الركن الخامس من أركان تقدير الذات هنتكلم عن انك تعيش حياة هادفة. والحياة الهادفة هي انك تستغل مهاراتك وقدراتك في تحقيق أهداف انت تختارها لنفسك. الأهداف دي ممكن تشمل جوانب مختلفة من الحياة زي التعليم الأهل الوظيفة العلاقات والهوايات الشخصية.

علشان تعيش حياة هادفة، ضروري انك تحدد أهدافك بناء على الحاجات اللي بتلهمك فعلا. الأهداف دي لازم تتواقف مع مبادئك وقيمك العليا، مش مجرد انك تثير إعجاب الآخرين. فكر بعمق في رؤيتك وأحلامك في الحياة. مهم جدا انك تسأل نفسك اسئلة وجودية متعلقة باهدافك. مثلا، لو هدفك هو علاقة ناجحة، لازم تسأل نفسك اعمل ايه علشان احافظ على الثقة والقرب والصراحة والاثارة والنمو.

لازم كمان تربط اهدافك بخطة عمل واضحة. الاهداف اللي ملهاش خطة واقعية وخطوات حقيقية على الارض بتتحول لاحلام مكبوتة وبتسبب الم نفسي كبير لانك مش قادر تحققها. لكن هتقدر تعيش حياة هادفة لما تفهم طموحاتك وتحدد خطوات لتحقيقها.

ركن التقدير الذاتي ده بيشجعك انك توفق بين افعالك واهدافك ومبادئك، وتوجه طاقتك وقدراتك في اتجاه تحقيق اهدافك المعلنة. الحياة الهادفة بتقويك علشان تشبع نفسك في الحياة وتتقدم في الاشياء اللي تهمك انت.

6. ممارسة الأمانة الشخصية

الركن الأخير هو ممارسة الامانة الشخصية. الأمانة تشمل ترابط قناعاتك، ومبادئك، وقيمك، ومعتقداتك، وسلوكك. وتوافق افعالك مع إيمانك وتأكيد سلوكك يعكس معتقداتك العميقة. الأمانة الشخصية كمان مهمة جدا في الاحتفاظ بتقدير الذات وباقي الاركان. بدون ممارسة الأمانة الشخصية، كل مجهودك هيروح في الهوا. لما سلوكك يكون متوافق مع معتقداتك المعلنة ولما كلامك يكون متسق مع افعالك، ساعتها بتكون شخص أمين.

وعلشان تقيم امانتك الشخصية، لازم تشوف هل مبادئك وقناعاتك وقيمك ومعتقداتك وسلوكك متفقين مع بعض ولا في تناقض بينهم. وده بيتطلب انك تغوص في نفسك ويكون عندك وعي ذاتي كافي علشان تفهم مبادئك ومعتقداتك وبعدين تحدد هل سلوكك بيعكس اللي انت مؤمن به ولا انت بتخدع نفسك من غير ما تحس. ببساطة، الامانة الشخصية هي انك تفعل ما تقول وتقول ما تفعل يعني تعيش حياتك وفقا لمباديء انت اخترتها لنفسك بنفسك، سواء كانت ليك او عليك.

الفهم الواضح لمبادئك وقناعاتك ومعاييرك ومعتقداتك مهم لقياس امانتك. لو معندكش اساس قوي من المباديء، هيبقى صعب انك تحدد لو كنت فعلا عايش بأمانة. وفهم مبادئك الشخصية واستخدامها في تقييم افعالك شيء ضروري.

هل كلامك وافعالك نابعين من نفس المباديء؟ هل كلامك بيعدي على فيلتر المباديء قبل ما يخرج من بقك مثلا؟ هل كلامك وافعالك نفس الشيء؟ ولا بتقول حاجة وتعمل حاجة؟ ولا بتعمل حاجة وبتقول حاجة؟ الاجابة على الاسئلة دي هيساعدك تعرف وتتأكد لو كنت بتمارس الامانة الشخصية ولا لأ.

وليه اصلا مهم انك تمارس الامانة الشخصية؟ ممارسة الامانة الشخصية بتخلي سلوكك متفق مع مبادئك ومعتقداتك. وبتطلب ثبات واخلاص في انك تتصرف بطريقة معينة مهما الظروف اتغيرت حواليك وده بيزود ثقتك في نفسك. لما افعالك تعكس مبادئك، ساعتها بتحسن باحساس عميق بتقدير الذات. مما يؤدي ايضا الي حريتك في التعبير والتخلص من القيود التي تعيق تطوير الذات.

تطوير الامانة الشخصية عملية مستمرة بتطلب التفكير والوعي والاستعداد لتغيير سلوكك علشان يتلائم مع مبادئك. ومن خلال الممارسة المستمرة لتوفيق افكارك مع افعالك، هتقدر تحقق الامانة الشخصية وتقوي تقديرك لنفسك.

الخلاصة

الخلاصة انك تشتغل على نفسك، مش مهم تشتغل كتير او قليل المهم تستمر. في رحلتك لتطوير نفسك مش هتوصل لنسخة كاملة من نفسك بس ده ميمنعش انك تستمر في العمل على نفسك. ولما تعمل تغير بسيط في سلوكك وتصلح افكارك – حتى لو بدرجة صغيرة – مع الوقت هتلاقي نفسك بتطور وبتتحول لشخص افضل.

كل خطوة مهما كانت صغيرة في اتجاه تقدير الذات بتأدي بالضرورة لاستمتاع اكبر بالصحة النفسية وما يترتب عليها من استمتاع بوقتك. ولما تتوافق افكارك ومعتقداتك وقيمك ومبادئك مع اركان تقدير الذات، هتلاقي اشباع اكبر وهتحس بتطور في كل جوانب حياتك المختلفة.

خلاص الكلام خلص بس خليني اقولك على الواجب الاول:

اولا: بما ان تقدير الذات مبني على انك تتصرف بناء على قيمك، يبقى مش دايما تتبع مشاعرك بلا تفكير. اكتب في الكراسة عن تلات مواقف سمعت كلام مشاعرك مع انها كانت متناقضة مع الحاجات اللي انت مؤمن بيها، واكتب ازاي تصلح ده في المستقبل؟

ثانيا: قلل من انتقاد الاخرين. فكر في تلات حاجات بتنتقدها في الناس واكتبها في الكراسة، وفكر هي الحاجات دي لو انت بتعملها ازاي تتجنبها؟

ثالثا: تقدير الذات كمان مبني على شجاعتك وصراحتك مع نفسك. يعني امتنع عن الاعذار. فكر في اهدافك في الحياة بعدين اكتب في الكراسة 3 اعذار دايما بتقولهم لنفسك واكتب ازاي الاعذار دي مش حقيقية.

رابعا: لو كنت خايف انك تطلب اللي انت عايزه او انك ترفض اللي انت مش عايزه، الناس هتستغلك. يعني ضروري انك تكون حازم. وده تمرين عملي ممكن تعمله مع حد من صحابك. يعني تمثيل مش حقيقي. خليه يطلب منك طلب وحاول انك ترفضه بس بطريقة شيك.

وبكده نكون وصلنا لنهاية البوست. ولا تنسى اللايك والشير والتعليق. طول ما انت عضو فعال في المدونة هتلاقي حياتك بتتحول للافضل. احنا هنا بنعمل شغل تطوير ذات حقيقي مش كلام شعارات وفض مجالس. التفاعل مع المحتوى ده بيبثته في دماغك اكتر وهتلاقي بيساعدك وقت الحاجة.

حاول انك تتكلم عن تطوير اللذات وتفكر في المعاني اللي بنقدمها والاهم من ده كله انك تطبق اللي بتتعلمه هنا. احنا بنتكلم عن معاني عميقة جدا صعب جدا انك تطبقها كلها مرة واحدة. حتى لو جبت ورقة وقلم وكتبت ملاحظات برضه مش هتفهم المعاني العميقة. ومش مهم على فكرة. انت لو طبقت مبدأ واحد من اللي اتكلمنا عنهم النهاردة لازم هتلاقي نتيجة اجابية في حياتك حتى لو صغيرة. ولو عايز تستفاد اكتر اقرا اكتر وطبق اكتر واشتغل اكتر وهتلاقي نتيجة اكبر وافضل. المحتوى دا مجاني بس تطبيقه مش مجاني.

Comments