التخلص من عقلية الضحية

كل لما اتكلم مع ناس اكتر بعرف اكتر اننا كلنا ضحايا لشيئا ما. ايوة احنا كلنا ضحايا لحاجات خارجة عن ارادتنا وفعلا مفيش حاجة هنقدر نعملها. بس في نفس الوقت في حاجات احنا مش ضحايا خالص فيها. دي بقى مننا احنا، احنا نفسنا اللي بنمثل دور الضحية عشان كده اسهل من اننا ناخد اي فعل ايجابي عشان نحقق هدفنا. وفي البلوج ده هتكلم عن عقلية الضحية وازاي نخلص منها. لأن طول ما عقلية الضحية دي مسيطرة على تفكيرك هتفضل محلك سر.

لا تتسرع في رد الفعل

اول حاجة انك دايما في حالة رد الفعل وبتتعامل مع الحياة يوم بيوم مبتفكرش ابدا لقدام ودايما في حالة ضغط نفسي وقلقان من كل حاجة. ساعات بتحس انك مش مسيطر على حاجة خالص في حياتك من ساعة ما تصحى لحد ما تنام، كأنك انسان آلي وملكش اي سيطرة على مسار يومك، واللي بتصحى فيه بتنام فيه.

في فرق بين التفاعل ورد الفعل. رد الفعل بيكون غريزي في حين ان التفاعل بيكون فيه تفكير واعي وارادة. عقلية الضحية كمان بتدفعك انك تركز على الحاجات اللي انت متقدرش تسيطر عليها زي الحالة الاقتصادية والاحداث العالمية وحتى حالة الطقس. كده تلاقي شماعات كتير تعلق عليها اسباب فشلك. لكن لما تركز على الحاجات اللي تقدر تغيرها فعلا القصة بتختلف لأنك بتتحول من عقلية رد الفعل لعقلية التفاعل. يبقى لازم تفكر بعقلانية اكتر حتى في الحاجات الصغيرة اللي يبان انها مش مهمة. لأن الحاجات دي مهما كانت صغيرة بتأثر على يومك كله.

تحكم في خوفك

عقلية الضحية كمان بتفضل تحكيلك حكايات مرعبة تخوفك من اي عمل ايجابي. كأنك بتسمع اصوات محبطة في دماغك بتقولك افرض جربت وفشلت، اعمل ايه لو معنديش الامكانيات، ولو الناس رفضوني. ودايما بتشكك في نفسك وقدراتك. يعني باختصار دي كلها قصص جوه دماغك انت تقدر تعيد كتابتها لقصص ايجابية تحفزك بدل ما تهدمك.

انت اول واحد واقف في طريقك بعيدا عن أي ظروف أو أشخاص تانيين. احنا دايما بنفكر في احلامنا بس مش بنفكر نتغير علشان نحقق الاحلام دي. فعلا انت محتاج تطور من نفسك ومن افكارك عشان تحقق احلامك. يعني مش هتقدر تحقق احلامك الكبيرة بنفس العقلية والمهارات اللي عندك دلوقتي. غمض عينيك وتخيل نفسك الشخص اللي يقدر يحقق احلامك، عامل ازاي بيعمل ايه وبيفكر ازاي؟ ادخل جوة الشخص ده وخليك الشخص ده. يمكن التغيير ده مؤلم دلوقتي، بس لو متغيرتش دلوقتي الالم ده هيبقى اضعاف في المستقبل. اول ما تبدأ هتلاقي لازم تبذل مجهود كبير وده هيخليك تكسل. بس كده كده انت هتبذل اضعاف المجهود ده لو مبدأتش من دلوقتي.

انت لو وزنك زايد مثلا لازم تعمل رجيم وتاكل اكل مغذي وتمارس رياضة. دي حاجات مؤلمة تشمل حرمان وبذل مجهود. بس لو فضلت وزنك في زيادة ده هيكون ليه تأثير سلبي على صحتك.

لا تكون قاسي على نفسك

بعدين عقلية الضحية دايما بتكبر الموضوع وتهول كل حاجة. مثلا انت عايز تبدأ بيزنس وتنشر محتوى. تلاقي عقلية الضحية تيجي تقولك لو فشلت هتبقى كارثة هتبقى نهاية العالم. مخك نفسه متعود على التهويل مع ان الموضوع ابسط من كده بكتير. عشان كده لازم تسأل نفسك هو ده حقيقي؟ انا خايف من ايه فعلا؟ هل فعلا في خطر حقيقي ولا ده تفكير الضحية؟

الفلاسفة زمان بيقولوا ان خوفك وقلقك معظمه بيكون دخان من غير نار ملوش اي اساس في الواقع. طبعا مهم تسمع لاحساسك وعواطفك بس القلق الزائد ده هيكون نتيجته سلبية. احنا عايزين نركز على المستقبل ونستعد ونخططله، كل ده حلو، بس لو فكرنا في كل السيناريوهات الوحشة اللي ممكن تحصل مش هنوصل لحاجة. بالعكس هنحبط نفسنا ومش هناخد اي خطوة اجابية. يبقى لازم نرجع للحاضر ونركز دلوقتي نركز على احنا لازم نعمل ايه دلوقتي عشان نوصل للهدف في المستقبل. انما اي حاجة تانية يبقى بنضيع وقت وطاقة مش هنقدر نعوضها.

تخلص من المثالية

مفيش حاجة هتبقى مثالية ابدا. اعمل الحاجة على احسن وجه تقدر عليه واشتغل على تطويرها زي ما بتشتغل على تطوير نفسك. طبعا دي حاجة مينفعش تعملها نص نص، بس لازم تعملها على احسن وجه. وده مش معناه انك تفضل تفكر تفكر ومتعملش حاجة. اعملها الاول وبعدين هتلاقي مجال للتطوير. ماهو كده كده في حاجات وحشة هتحصل بس 99% من الوقت بتكون حاجات ممكن تصلحها وبتكون اخف بكتير من اللي انت خايف منه.

احنا كضحايا لكل حاجة بنتخيل ان كل حاجة هتبوظ وهنفشل. بس اللي بيحصل في الواقع ان كتر التفكير السلبي ده هو اللي بيخلينا نفشل اكتر من اي حاجة تانية. وفي النهاية بنلاقي اننا اللي بوظنا شغلنا بايدينا من غير تدخل خارجي. للاسف، عقلية الضحية هي ساعتها اللي بتبرر لينا وتلومنا اكتر واكتر وبالتالي بنفضل نكره نفسنا اكتر على الفشل. ونقرر اننا مش هنحاول تاني ابدا. والفشل اللي احنا السبب فيه اصلا بنستخدمه كعذر اننا نستمر في الفشل.

تأقلم مع عقلية الضحية

مفيش طريقة للتخلص من العقلية دي غير انك تشتغل وتتعلم من الفشل ده وتخليه دافع انك تجرب تاني مش انك تفضل في مكانك. وعلى فكرة، انت بعد ما تحقق الهدف الكبير والحلم الكبير ده هتلاقي احلام تانية واهداف تانية اكبر. انت لما تطور من نفسك احلامك واهدافك كمان بتطور معاك. يعني مستحيل انك تلاقي نفسك انسان بلا هدف. لأنك اول ما تحقق حلمك وهدفك ثقتك في نفسك بتزيد وبتكون عايز تحقق اكتر واكتر. وتفضل كده في سباق مستمر مع عقلية الضحية.

لا تضغط على نفسك

عمرك ما هتتخلص تماما من عقلية الضحية حتى لما تحقق المستحيل فعلا. في حاجات انت هتحققها مش هتصدق نفسك. بس بعد شوية بترجع تلاقي عقلية الضحية عايزة ترجعك لنقطة الصفر. وتفضل تقول لنفسك انا منجحتش دي كانت ضربة حظ وبتلاقي نفسك نسيت كل انجازاتك كأنها لما تكن. لما تلاقي نفسك كده متضغطش على نفسك اكتر. خد خطوة لورا وافتكر انك لما حققت احلامك مكنتش بتعملها وانت مجبر. بالعكس، انت حققت النجاح اول مرة لما كنت بتعمل الحاجة دي بحب وكنت مليان طاقة ايجابية.

نادرا لما بتنجز انجاز وانت تحت ضغط نفسي وكاره نفسك. دايما كل حاجة حلوة بتطلع منك بتكون طالعة من قلبك ومجهودك ده بتعمله عن قناعة. علشان كده عادي انك تقع وتقوم، عادي انك تلاقي نفسك مش طايق نفسك في يوم مثلا ومش مصدق نفسك ومش مؤمن بنفسك. كل ده عادي مش لازم انك تفضل قاعد تكره نفسك ومتبصش لنفسك في المراية وكل ده عادي بيحصل لكل الناس. بس متغرقش وتخلي عقلية الضحية تسيطر تماما. هتلاقي الحياة سواد في سواد وشايف اكتئاب وتشاؤم في كل مكان.

في يوم هتصحى هتبص هتلاقي ان حياتك مرت وانت مستمتعتش بيها فعلا. خد وقت بعيد عن شغلك واهدافك واحلامك. مش هيطيروا ولما ترجع لهم تاني هتلاقي نفسك مشحون بالطاقة وعايز تكمل تاني. الشغف عمره ما بيختفي تماما بس هو بيفضل زي النار تحت الرماد مع احداث كل يوم والاحباطات بيكون في اولويات تانية بس ده مش معناه ان الشغف اختفى تماما. انت بس محتاج تشحنه تاني وهيرجع زي النار اكتر.

استغل الندم بطريقة اجابية

لو فكرت فيها هتلاقي ان اختياراتك في الحياة من سنتين تلاتة هي اللي خليتك موجود هنا دلوقتي يعني الندم مش هينفع ولا هينفع ترجع بالزمن ابدا. بس تقدر تاخد قرار دلوقتي حالا وتشوف انت عايز تبقى فين سنتين تلاتة من دلوقتي وتعمل الحاجات اللي هتوصلك هناك دلوقي. الندم من عيوب عقلية الضحية اللي هتخليك في مكانك مشلول مش عارف تروح يمين ولا شمال. بس الندم ده ممكن تستخدمه كنوع من التحفيز خليه يفكرك انك مش عايز ترجع للنقطة دي والاهم من كده انك فعلا تاخد خطوات تبعدك عن الندم وتقربك من اهدافك.

انت لو دورت جواك هتلاقي خريطة الطريق اللي توصلك لهدفك. انت عارف انت عايز ايه بالظبط اكتر من اي حد. لكن للاسف عقلية الضحية عاملة زي الهوا اللي بتتنفسه والمياه اللي بتشربها. ساعات لازم تحفر جوا نفسك عشان تطلع الدهب ده. وعقلية الضحية هي الصخر اللي لازم تحفر فيه قبل ما توصل للدهب اللي جواك. كأنها افكار سلبية متراكمة غطت على الحلو اللي جواك. ومع الوقت اتحولت لندم كابس على نفسك وشالل حركتك.

وطالما انك تقرأ هذه السطور، هذا يعني ان بداخلك طاقة نور تريد الخروج. وكل ما عليك هو ان تحفر وتستكشف حتى تستخرج الذهب الكامن بداخلك.

انت من جواك عارف انت لازم تعمل ايه عشان تحقق اهدافك. بس عقلية الضحية دي واقفة في طريقك عمالة تحبط فيك وتخليك تندم عايزاك في مكانك مع انك مش مرتاح. بس بتخوف نفسك من اي حاجة فبتفضل مكانك مش بتعمل حاجة. يعني حرفيا الندم مش هينفعك غير لما تحوله لطاقة ايجابية محفزة تساعدك تكمل الرحلة لقدام.

ما هو تعريف النجاح بالنسبة لك؟

طالما انت من جواك عايز تتحول فعلا وعايز تسيطر على حياتك فعلا مش كلام life coach، هتتحرك. مش هتستنى اكتر من كده. يبقى ابدأ حدد النجاح بالنسبة لك يعني ايه؟ شكل حياتك عاملة ازاي؟ مش دايما النجاح انك يكون عندك ملايين وعربيات ده النجاح في الmainstream. كل واحد له شكل من اشكال النجاح خاص به. انا النجاح بالنسبة لي في أسرة بتحبني ويكون عندي الشركة بتاعتي واكون مؤثر في البيئة اللي انا فيها. يمكن النجاح بالنسبة لك حاجة تانية وده شيء طبيعي لأننا شخصياتنا مختلفة وعايزين حاجات مختلفة من الحياة.

عيد تعريف النجاح بالنسبة ليك ايه بعيدا عن تعريفات المجتمع. شوف انت ايه عيوبك ومميزاتك بكل شفافية وازاي توظفها صح عشان تحقق النجاح. وخد خطوة ايجابية مهما كانت صغيرة في الاتجاه ده هتلاقي نفسك حققت كتير. حتى لو اخدت خطوة واحدة كل يوم في الاتجاه ده لازم هتوصل لحاجة مع الوقت. بس لو سبت عقلية الضحية تسيطر عليك مش هتتحرك خالص واصلا مش هيكون حقك تشتكي. لأنك لو مشتغلتش يبقى انت فعليا بتختار انك تفضل في مكانك. والحياة توديك يمين وشمال وتفضل انت كده بتحاول تطفو على السطح على قد ما تقدر. دايما هتكون في حالة رد الفعل وعايش اليوم بيومه وعايش على امل ان حياتك تتغير زي السحر.

لا تنتظر المعجزات

وطبعا انت مستني معجزة. والمعجزات بتحصل وكل حاجة بس غالبا المعجزة اللي انت مستنيها مش هتحصل من تلقاء نفسها، الا لما انت تشتغل وتتحرك ويكون ليك رأي في حياتك، ويكون فعلك ده ناتج عن تفكير سليم. مش مجرد ان انت بتتفاعل مع الحياة وهي بتحصلك. اول ما تحدد حياتك المثالية دي سيبك من كل حاجة تانية وركز عليها هي بس. متركزش في حاجات ملهاش علاقة بهدفك وتشغل بالك. ركز بس ازاي تحقق حلمك. ساعتها كل خطوة بتعملها وكل كلمة بتقولها تكون متوافقة مع الرؤية دي.

وفي النهاية، واهم حاجة تشتغل دلوقتي على هدفك حتى لو خطوة صغيرة بطل تفكر كتير وتحبط نفسك وتستسلم لعقلية الضحية. خليك مسئول عن حياتك هنا ودلوقتي. تخيل نفسك عايش حياتك المثالية، تخيل الشخص ده وخليك زيه بعدين فكر في الخطوات اللي هتوصلك من مكانك هنا لمكانك هناك. والاهم من ده كله لا تربط قيمتك وقدرك كانسان بنجاحك وفشلك في الدنيا. انت بتستمد قيمتك من ان انت انسان ومن وجودك في الحياة ومن انك كائن حي. انت انسان وفيك عقل بيفكر ويتصرف. احكم على نفسك وخلي الناس تحكم عليك من سلوكياتك لأنك فيك عقل وتقدر تقرر هتتصرف ازاي، وعموما قيمتك بتبان في تصرفاتك.

So that's all I have for you this week.

اللي هيقول كلامك متناقض أيوة انت صح. علشان ده موضوع نسبي وفيه مناطق رمادية كتير. حتى الخبراء مختلفين فيه، انا بحاول أوفق الآراء واقدم لكم رأي متوازن شوية.

ودلوقتي هقولكم على الواجب العملي. والواجب ده اختياري لو عايز تعمله اعمله لو مش عايز انت حر.

الواجب هو عبارة عن انك هتكتب في الكراسة الآتي:

هتتخيل حياتك من سنتين تلاتة بعدين فكر في القرارات اللي اخدتها وصلتك لدلوقتي. واكتب اهم قرارين أو تلاتة في الكراسة. بعدين تخيل انت عايز حياتك تكون فين كمان سنتين تلاتة، واكتب اهم القرارات اللي لازم تاخدها دلوقتي عشان توصل لها.

ولو عايز تستفيد من البلوج أقصى استفادة ممكنة كمان ممكن تعمل جدول من خانتين فقط. والخانة الاولى تكتب فيها المميزات والخانة التانية اكتب فيها العيوب.

اكتب الحاجات اللي انت شايفها في صالحك في خانة المميزات. واكتب الحاجات اللي مش في صالحك في خانة العيوب.

يعني مثلا انت هدفك تقابل شريك حياتك.

من ضمن مميزاتك انك شخص مرح وطيب ومن ضمن عيوبك انك عصبي وغيور.

بعدين اكتب ازاي هتستخدم مميزاتك عشان تحقق هدفك واكتب برضه ازاي هتتفادى العيوب عشان متبوظش الهدف. حتى لو حاجة خارجة عن إرادتك زي مثلا الحالة الاقتصادية اكتب عنها وازاي تقدر تقلل أثرها على تحقيق حلمك. لو عملت التمرينات دي هتكون الصورة أوضح بكتير وهيكون تحقيق الحلم واقعي اكتر. وانشر النتائج على صفحتك الشخصية عشان اعمال السنة.

وبكده نكون وصلنا لنهاية البلوج، شكرا لحضوركم واتمنى تكونوا استفدتوا حاجة من البلوج الجديد والي اللقاء في البلوج القادم عن ٧ اسباب تقتل الفرحة في حياتك.

واشترك، اشترك في البلوج. انت هنا مش مجرد رقم، انت عضو في البلوج ليك حقوق وعليك واجبات. واجباتك تعمل لايك وشير وكومنت وتخلي صحابك يقراوا معاك. وحقوقك تاخد بلوجات متعوب عليها تضيفلك قيمة وتوعيك وتنورك. انت هنا مش مجرد مشترك هنكسب منه فلوس، ولا هنضحي بيك. انت ليك قيمة في حد ذاتك كمشترك. وعبر عن رأيك براحتك محدش هيقولك انت توكسيك ولا ترول، قول اللي انت عايزه في الكومنتات. هنا احنا مجتمع مفتوح ومحدش بيطور فعلا غير لما يشتغل على نفسه فعلا – يعني هنا مفيش غش ولا تلاعب. التعب اللي هتبذله في تطوير نفسك هيرجعلك تاني. فهي دي الفكرة، عايز تشترك اشترك مش عايز تشترك انت حر. بس لو اشتركت انت اللي هتستفاد.

Comments